تُعيد رواية "الابنة الغامضة" النظر في قدسية الأمومة على ضوء أحاسيس قائمة تعتري المرأة، غالباً ما تسعى للتستر عليها. كما لا تتوانى عن مراجعة العديد من المسلّمات بشأن مؤسسة الأسرة عامة. مبرزة عمق التحولات التي تهز المجتمع الإيطالي، بعد أن كانت الأسرة فيه ركيزة تقليدية راسخة. بهذه العبارات تستهل بطلة الرواية توصيفها لهذا التحول الداهم: عندما انتقلت ابنتاي للإقامة في تورنتو حيث كان والدهما يقطن ويعمل منذ سنوات عدة، اكتشفت بدهشة يخالطها الحرج أنني لم أكن أشعر بأي ألم، لا بل كنت أشعر بنفسي خفيفة كما لو كنت بذلك قد أنجبتهما أخيراً. للمرة الأولى منذ خمس وعشرين عاماً تقريباً لم تلح علي ضرورة الاهتمام بهما، بقي البيت مرتباً كما لو أن لا أحد يسكنه ولم أعد أنوء تحت ضغط التسوق والغسيل، والمرأة التي كانت تعينني منذ سنوات عدة في تصريف الأعمال المنزلية عثرت على عمل بمقابل أعلى ولم أشعر بالحاجة إلى من يحل محلها.
تُعيد رواية "الابنة الغامضة" النظر في قدسية الأمومة على ضوء أحاسيس قائمة تعتري المرأة، غالباً ما تسعى للتستر عليها. كما لا تتوانى عن مراجعة العديد من المسلّمات بشأن مؤسسة الأسرة عامة. مبرزة عمق التحولات التي تهز المجتمع الإيطالي، بعد أن كانت الأسرة فيه ركيزة تقليدية راسخة. بهذه العبارات تستهل بطلة الرواية توصيفها لهذا التحول الداهم: عندما انتقلت ابنتاي للإقامة في تورنتو حيث كان والدهما يقطن ويعمل منذ سنوات عدة، اكتشفت بدهشة يخالطها الحرج أنني لم أكن أشعر بأي ألم، لا بل كنت أشعر بنفسي خفيفة كما لو كنت بذلك قد أنجبتهما أخيراً. للمرة الأولى منذ خمس وعشرين عاماً تقريباً لم تلح علي ضرورة الاهتمام بهما، بقي البيت مرتباً كما لو أن لا أحد يسكنه ولم أعد أنوء تحت ضغط التسوق والغسيل، والمرأة التي كانت تعينني منذ سنوات عدة في تصريف الأعمال المنزلية عثرت على عمل بمقابل أعلى ولم أشعر بالحاجة إلى من يحل محلها.